حرب المركاتو:اكبر صفقة بين القطبين حاوى الزمالك الذى هرب وبكى فى الجزيرة ووقعه للاهلى
فترة الانتقالات دائما ما تشهد صراعات قوية بين الأندية المتناطحة من أجل الظفر بأفضل اللاعبين وخوض حرب باردة فيما بينهما في سباق التعاقد مع أبرز اللاعبين، مما يجعلنا أمام العديد والعديد من الكواليس المثيرة والأحداث الغريبة في ظل هذه الحروب التي لا تنتهي.
ورحلتنا في هذا التقرير ستكون نحو نهاية موسم “1992-1993” للدوري المصري، والصفقة التي أحدثت ثورة في عالم كرة القدم المصرية بعد ذلك لسنوات طويلة، وهي انتقال حاوي الزمالك رضا عبد العال نحو الغريم التقليدي الأهلي في صفقة ظلت حديث الشارع الكروي لسنوات طويلة.
قدم رضا عبد العال مواسم مميزة بقميص الفارس الأبيض ساهم خلالهم في حصد الفريق لـ3 بطولات دوري محلي بجانب بطولتي لكأس مصر، وغاب الأهلي حينها عن منصاب التتويج ببطولة الدوري المحببة إلى جماهيره لمدة أربع مواسم متتالية.
جاء موسم “92-93” وتوهج رضا عبد العال مقدما الموسم الأفضل له مع الزمالك، ويأتي وقت تمديد العقد لكن حاوي الزمالك تفاجئ بإدارة القلعة البيضاء ترفض مساواته مع نجوم الفريق على رأسهم أشرف قاسم وأحمد رمزي والذين كانوا يتقاضون 45 ألف جنيه في الموسم، والاكتفاء بعرض 25 ألف جنيه في الموسم، بحسب ما ذكر اللاعب.
وتحدث رضا عبد العال عن أزمته مع الزمالك: “مسؤولو الزمالك تجاهلوا رغبتي المالية وأغلقوا ملف التجديد حتى قبل غلق سوق الانتقالات بـ3 أيام فقط كنوع من أنواع الضغط للموافقة على تمديد عقدي والرضوخ للمبلغ المالي الموضوع لأنني سأكون بلا فريق بعد ذلك”.
وهنا جاء دور عدلي القيعي، مهندس صفقات الأهلي والذي أشرف على إنهاء هذا الانتقال، والذي كشف كواليسها:
“وجدت رضا عبد العال يتواصل معي ويطلب مقابلتي، لاتفاجئ به يعرض خدماته علي للانتقال إلى الأهلي وكان الأمر بالنسبة لي صدمة قوية، فطلب منه التواصل مع المشرف على كرة القدم طارق سليم وعرض الأمر عليه لأنه صاحب القرار”.
“طارق سليم سأل رضا عبد العال باستغراب أكثر من مرة، هل أنت متأكد أنك تريد أن تنضم إلى الأهلي، وهو ما جعل رضا عبد العال يشعر وأنه غير مرغوب به من قبل طارق سليم مما دفعه للبكاء بشدة ويقول لطارق سليم (أنتو كمان مش عايزني)”
“طارق سليم قام سريعا من مكانه واحتضن رضا عبد العال ووعده بأنه سيضمه إلى صفوف الأهلي طالما تمسك هو بذلك، وبالفعل بدأنا بالتفاوض مع الزمالك والذي مارس كل أنواع الضغوطات على اللاعب الذي تنازل كثيرا من أجل ارتداء قميص الأهلي”.
وعن اللحظات الأخيرة قبل التوقع إلى الأهلي، كشف رضا عبد العال:
“مسؤولو الزمالك حاولوا بشتى الطرق إعادتي عن قرار الانضمام إلى الأهلي مقدمين لي شيك على بياض لوضع المبلغ الذي أريده، لكنني رفضت بسبب تصرفاتهم السابقة والأيام المريرة التي عيشتها في الأيام السابقة”.
“وقعت للأهلي بعد ذلك على بياض عندًا في الزمالك وتنازلت عن أموال متبقية لي لدى الزمالك لتسهيل انتقالي للأهلي، والنادي قام بتقديري وأعطوني 100 ألف جنيه في أول أيامي مع الفريق، وهنا شعرت بأنني مرغوب به داخل الأهلي بعكس ما شعرت به في آخر أيامي مع الزمالك”.
صفقة انتقال رضا عبد العال من الزمالك نحو غريمه التقليدي الأهلي كانت قنبلة قلبت كل الموازين، فكانت الصفقة الأضخم في تاريخ الكرة المصرية حينما قام الأهلي بدفع 625 ألف جنيه ورفع سقف رواتبه نحو ما يزيد عن 50 ألف جنيه لإرضاء رغبات الحاوي.
وقال عنه عدلى القيعى اننا انقذناه من مصير كان سيعتزل بسببه
وعلى المستوى الكروي فقد قلبت هذه الصفقة الموازين بالكامل فبعدما حقق الزمالك في الموسمين السابقين لهذه الواقعة، حقق رضا عبد العال بعد ذلك 5 ألقاب دوري محلي على التوالي معيدًا المارد الأحمر إلى العرش المحلي مجددا بجانب دوري أبطال العرب وكأس مصر والبطولة الأفروآسيوية.
وبالفعل كان انتقال حاوي الزمالك نحو القلعة الحمراء بمثابة صفقة القرن الحقيقة التي أعادت الأهلي إلى سيادة كرة القدم المصرية، وأحدثت ثورة في الساحرة المستديرة المصرية على مستوى حرب الصفقات بين القطبين وأسعار اللاعبين ورواتبهم الذي اشتعل بعد ذلك.
