بعيدا عن الرياضةتوب سيكريت

محمد عبدالوهاب يكتب:بوتين الرقم الصعب مع 5من ساكنى البيت الابيض والصين الورقة الذهبية

العالم دائما يتأرجح ما بين موسكو وواشنطن منذ الحرب العالمية الثانية وظهور قطبى العالم وبداية الحرب الباردة التى فشلت قمة جينيف الاولى بين ايزنهاور الرئيس الامريكى والرئيس الروسي القوى خوارشوف عام 1955 مرورا بالصراعات الكبرى على مناطق النفوذ وفى جنيف الثانية مع نهاية الثمانينيات كانت قمة جديدة هى قمة الانهيار السوفيتى بين الرئيس الامريكى رونالد ريجان واخر رؤساء الاتحاد السوفيتى ميخائيل جورباتشوف بعدها تفتت الاتحاد السوفيتى وانهارت القوة الثانية للعالم وانفردت واشنطن بحكم العالم

****

حقيقة يبقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس روسيا الرقم الصعب فى تاريخ العلاقات الامريكية الروسية منذ تولى بوريس يلتسن اول رئيس لروسيا عقب انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1990 حيث شهدت العلاقات الروسية الامريكية عمليات شد وجذب خلال تولى بوتين حكم الكرملين وحتى عندما تولى رئاسة الوزراء مع الرئيس المحلل نفديفد فى العقد الماضى  الرئيس الروسي بوتين الذي التقى نظيره الامريكى جو بايدن للمرة الأولى الاربعاء الماضى شهدت فترة وجوده علاقات متوترة مع خمسة رؤساء امريكيين  تعامل معهم منذ وصوله إلى السلطة في نهاية 1999

منذ توليه مهامه في البيت الأبيض في يناير الماضى يبدي جو بايدن حزما شديدا حيال نظيره الروسي

إذا كانت الاتصالات جيدة بين بوريس يلتسين ونظيره الامريكى  بيل كلينتون رغم خطط حلف شمال الاطلنطى  التوسع شرقا فإن حرب كوسوفو جاءت لتفسد علاقات ما بعد الحرب الباردة

فور استقالة يلتسين في 31 ديسمبر 1999 كانت واشنطن ترتاب من خليفته بوتين وقالت وزيرة الخارجية الامريكية وقتها  مادلين أولبرايت في 2 يناير إنه رجل صلب حازم جدا ويتطلع إلى العمل مضيفة: سنكون مضطرين لمراقبة أعماله بانتباه شديد

خلال أول قمة بين كلينتون وبوتين في يونيو2000 أشاد الرئيس الامريكى علنا برئيس قادر على بناء روسيا مزدهرة وقوية مع حماية الحريات وسيادة القانون

****

في ختام أول لقاء بينهما في 16 يونيو 2001 قال جورج دبليو بوش إنه نظر إلى الرئيس الروسي في عينيه وتمكن من فهم روحه: هو رجل مخلص بشدة لبلاده واعتبره قائدا رائعا

بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 عرض بوتين الذي أطلق حرب الشيشان الثانية على الفور على الرئيس بوش تضامنه في الحرب ضد الإرهاب

لكن هذه التهدئة لم تدم طويلا فاعتبارا من ديسمبر 2001 انسحبت واشنطن من معاهدة آي بي إم المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة عام 1972 لإقامة درع مضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية وهو ما نددت به موسكو

في 2003 أدانت موسكو الاجتياح الامريكى للعراق ونددت بعد سنة بنفوذ واشنطن في الثورة البرتقاليةفي أوكرانيا

في 2009 أطلق الرئيس باراك أوباما مبدأ إعادة إطلاقالعلاقات وأصبح بوتين قبل سنة من ذلك رئيسا للوزراء وتسلم الرئاسة ديميتري مدفيديف المقرب منه

قبل زيارته الأولى إلى روسيا في يوليو 2009 اعتبر الرئيس أوباما أن بوتين يعتمد من جهة الطريقة القديمة في إدارة الأمور ومن جهة أخرى الطريقة الجديدة

وقال في موسكو: ما يهمني هو التعامل مباشرة مع نظيري الرئيس

رغم النجاحات الأولية – لا سيما التوقيع عام 2010 على معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي – فشلت المحاولة في أغسطس 2013 منحت موسكو اللجوء السياسي إلى الامريكى إدوارد سنودن بعد أيام قليلة ألغى أوباما قمة مع الرئيس بوتين معربا عن أسفه للعودة إلى عقلية الحرب الباردة

وأدت الأزمة الأوكرانية عام 2014 – مع ضم روسيا شبه جزيرة القرم وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو – ثم تدخل روسيا في سوريا عام 2015 إلى زيادة توتر العلاقات العلاقات الثنائية

وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالعودة إلى علاقات جيدة مع روسيا

بعد انتخابه طغت على ولايته الاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات الامريكية خلال مؤتمر صحفى  في يوليو 2018 مع بوتين بدا وكأنه يعطي وزنا لأقوال الرئيس الروسي أكثر من استخلاصات مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)

وقال ترمب: الرئيس بوتين قال للتو إنها ليست روسيا ولا أرى لماذا قد تكون كذلك

في مواجهة الجدل الذي أثارته تصريحاته حتى في داخل المعسكر الجمهوري أوضح أنه أسيء فهمه

كما قال في سبتمبر 2020 في خطاب حملته الانتخابية: أحب فعلا بوتين وهو يكن لي المودة نحن نتفق جيدا

عقد الرئيسان الامريكى  بايدن والروسي بوتين قمة تاريخية في جنيف وصفت بأنها إيجابيةو{بناءة للغايةكان العالم يترقبها منذ مدة بالنظر إلى الملفات الحساسة التي تعقّد العلاقات بين القوتين العالميتين

واستعرضت القمة التي دامت 4 ساعات قائمة طويلة من الموضوعات الحساسة والاتهامات والمطالب والتحذيرات من تجاوز الخطوط الحمرالتي باتت لازمة في الحديث عن العلاقات بين واشنطن وموسكو والتي بلغت مستوى من التوتر لم تعرفه منذ عقود

لكن الرئيسين أكدا منفصل عقب القمة أنهما تجاوزا الصعاب وأعلنا رغبتهما في تهدئة التوتر

وأكد بايدن أن نظيره الروسي لا يريد حرباً باردة جديدة وقال إنه نبهه إلى أن الهجمات الإلكترونية يجب ألا تطال البنى التحتية الحيوية وأضاف أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنردوقال: أعتقد أن آخر شيء يريده (بوتين) الآن هو حرب باردةمضيفاً أنه شدد خلال المحادثات على أن بعض البنى التحتية الحيوية يجب أن تكون بمنأى عن الهجمات سواء أكانت إلكترونية أم بأي وسيلة أخرى

****

أما بوتين فأعلن أنه بحث مع بايدن احتمال تبادل سجناء لافتاً إلى إمكانية التوصل إلى تسويات وقال لم يكن هناك أي عداوة لقد كان نقاشا صريحاً ومباشراً

واعتمد الرئيسان إعلاناً مشتركاً بخصوص الاستقرار النووي الاستراتيجي يهدف إلى منع نشوب حرب نووية وسيبدأ الجانبان مناقشات حول تعديلات محتملة في معاهدة نيو ستارتللحد من الأسلحة النووية  كما اتفقا على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو بعد سحبهما في وقت سابق هذا العام

ويبقى بوتين الرقم الصعب فى العلاقات الروسية الامريكية ومحور الاهتمام مع 5رؤساء للبيت الابيض لكن تبقى قمة القطيبن الصين هى الفاعل الاكبر بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى